Friday, May 23, 2008

الشيخ الغزالى وحقوق المرأه

يعتبر الشيخ محمد الغزالى من أجرأ من تناول أحوال المرأة بالتنظير والتحليل، وتميزت رؤيته التجديدية بالموضوعية والمبادرة في الطرح والتناول، فقد مثلت المرأة في فكر الغزالي قاسمًا مشتركًا في مؤلفاته الغزيرة ومعاركة الفكرية التي خاضها لتصحيح الأوضاع الفاسدة. أن منهجه في دفاعاته يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة إلى جانب اجتهاداته الخاصة بحكم الإيقاع السريع، ويخاطب المرأة المسلمة حيث وجدت فوق هذه المعمورة لا من موقع إقليمي وعربي، موضحًا أن مصاب الإسلام في المتحدثين عنه لا في الأحاديث نفسها، ففي قضايا المرأة أحاديث موضوعة صححها الغرض وأحاديث صحيحة حرفت عن موضوعها، وكان محاربًا على جبهتين الإفراط والتفريط، ويتضح ذلك من مقولته “إننا لا نريد أن ننقل المرأة من عصر الحريم إلى عصر الحرام”، وتناول قضايا المرأة على اختلاف جوانبها؛ إذ كان يرى أن تقهقر الأمة الإسلامية في العصور الأخيرة يعود إلى العجز الشائن في فهم موقف الإسلام الصحيح عن المرأة. ومن الصدف الغريبه أن يتواكب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس) مع ذكرى رحيل الشيخ محمد الغزالي (9 مارس 1996)، ولعل المفارقة هي دلالات هذا التقارب الزمني، ففي الوقت الذي يشهد اليوم العالمي للمرأة مطالبات من الفاعلين في مجال العمل النسوي بحقوق المرأة، تكون ذكرى رحيل هذا الداعيه الكريم كما ذكرت الكاتبة والباحثة العراقية "سهيلة الحسيني" كتاباً بعنوان "المرأة في منهج الإمام الشيخ الغزالي" تتناول من خلاله منهج الشيخ الغزالي للدفاع عن حقوق المرأة من خلال منظور إسلامي بحت.

وناقش الغزالي العديد من الأمور المتعلقة بالمرأة منها الحجاب فأوصى أن تبتكر أزياء للنساء تجمع بين الفضيلة والجمال وتمنع التبرج والسفور ، وقال لنجعل المرأة سفيرة تنقل الإسلام في صورة الاحتشام المعقول إلى الغربيات لا مظهرا منفرا تستخدمه غير المسلمات سلاحا لصد بنات جنسها عن الإسلام. وأكد أن الإسلام أباح كشف الوجه .
وخاض شيخنا معركة النقاب؛ لأنها معركة شديدة الاحتدام وصلت مغالاة البعض في آرائهم الخاصة بالتحريم إلى ردهم لأقوال العلماء الثقات فتتبع شيخنا هذه الفتاوى، وأثبت أن الإسلام أباح كشف الوجه مستدلاً بوجوب كشفه في الحج والصلوات كلها، ومستدلاً أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الوجوه ظاهرة في المواسم والمساجد والأسواق، فما روي عنه قط أنه أمر بتغطيتها، وحديث المرأة التي أفهمها النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر ما يدخل النساء النار كفران العشير قال الراوي في وصفها إنها سفحاء الخدين أي حمراء الوجه مشوبة بسمرة، فهل عرف ذلك وهي تخفي عينًا وتبدي أخرى؟ أم أكانت سافرة دون اعتراض، وكذلك الأمر بغض البصر، فالغض يكون عند مطالعة الوجوه بداهة.
صوت المرأة : أشار الغزالي إلى أن مكانة المرأة أجل وأسمي من أن يحجر على صوتها، الصوت الذي طالما ارتفع بالحق فسمعه الصحابة والتابعون، كما أن كتب التاريخ تحفل مزهوة بواعظات وراويات وفقيهات أخذ عنهن الصفوة من العلماء والأئمة فقد أخذ نصف الدين عن الحميراء الصديقة بنت الصديق وبتوصية من الرسول صلى الله على وسلم، كانت تتحدث فتسمع الصحابة الأجلاء ولم تكن تحسن الكتابة ، ويقول عز وجل لأمهات المؤمنين : "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"، فلا يصمتن لأن صوت المرأة عورة، ولكن "وقلن قولاً معروفًا"، أي ليكن الكلام طبيعيًّا ليس به نغمة مثيرة، ولا به لحن مريب، وعندما جاءت المجادِلة تشرح لرسول الله صلى الله عليه وسلم قضيتها وتراجعه في الحكم لم يقل لها اسكتي إن صوتك عورة، فتلك صورة أخرى من الظلم الاجتماعي ما أنزل الله بها من سلطان.
ويرى أن صوت المرأة والرجل عورة إذا صاحبته نغمة يفهم منها الازورار عن الخلق الإسلامي فلا يوجد بين رجال الفقه من قال إن صوت المرأة عورة.. إنها إشاعة وكذبة.
المرأة والعلم : وكان الغزالي دائما يفتخر بطلاب العلم من النساء واللآتي يتفوقن في مجالات العلوم الدينية والأدبية والعلمية ، وكان يرى في دفاعه عن حقها المشروع في أخذ العلم جزءاً من تحقيق الرسالة الإسلامية .ولم يشأ للمرأة المسلمة التخلف ، كما رفض إخضاع وجهات النظر الخاصة لما يتعارض مع أحكام الشريعة فهو لا يرى استنادًا إلى أقوال بعض الأئمة مانعًا من توليها الرئاسة والوزارة والسفارة والقضاء حاشا الخلافة العامة.
الاختلاط : أكد الغزالي أن الإسلام لم يحرم الاختلاط على عصر النبوة وهو في أزكى وأطهر وأندى العصور الإسلامية ، إلا أن هذا الاختلاط كان محكومًا بأسيجة من العفة والفضيلة فالمسجد والشارع وأرجاء المجتمع يوجد فيها الجنسان تحكمهما الآداب كعدم التبرج والإثارة، وغض البصر، والتزام العفة، وانشغال كل مسلم ومسلمة بالأغراض المشروعة التي خرج من أجلها.
المسجد : يرفض الغزالي رأي بعض الفقهاء بأفضلية صلاة المرأة فى بيتها مستنداً إلى قول النبي صلي الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" ، وأشار إلى أنه لو كان الأمر كذلك فلم أشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على تنظيم صفوفهن في مسجده؟ ولم جعل لهن بابًا خاصًّا بهن؟ ولم ذهب إليهن فعلمهن وحدثهن عن الصدقة؟ ولم يحذر البعض من القرب إلى صفوفهن؟.
التربية : أوضح الغزالي أن المرأة تقف على باب المساواة مع الرجل ،ويرفض ظلم الفتاة في العقوبة دون أخيها بعيدًا عن أحكام الشريعة الإسلامية فقد يعلم الرجل أن ابنه زنى فلا يتغير شيء من أسارير وجهه فإذا اتهمت ابنته بذلك قتلها فورًا، وقد يقوم البيت على الربا والفسق والكذب وترك الصلاة والصيام والزكاة ولا يرون في ذلك مشينًا، لكن تدلي المرأة إلى موطن شبهة هو الجريمة النكراء التي لا تغسل إلا بسفك الدماء.

وأكد الشيخ على أن المرأة مطالبة بنشر تعاليم الدين والدعوة إليه وتحبيبه من أصحاب الديانات الكبرى، ولها الأجر من الله عز وجل “لا أضيع عمل عامل منكم من ذكراو أنثى بعضكم من بعض”.
وقد تحدث عن داعيات حفل تراثنا الإسلامي بترجمات ثرية تدور حولهن حتى في العصور المظلمة التي تقهقر فيها وضع المرأة كانت هناك داعيات وواعظات منهن أم شريك الصحابية القرشية، وهي أول ما يسمى بلغة العصر “وكالة أنباء”، فقد كانت تدخل البيوت وتعرض على النساء الدعوة إلى الله ولطالما عذبت بسجنها، وأم سلمة وقصة مهرها الشهير خدمة للدعوة من أبي طلحة.


هذا هو الشيخ محمد الغزالي أحد المفكرين الذين عرفوا بدفاعهم عن حقوق المرأة وحاولوا إعادة حقها المسلوب، و أنه تميز عنهم بكونه أجرأ من دافع عن حقوقها الإسلامية وأشدهم تعاطفًا أمام قهرها وانكسارها الاجتماعي واستمرارًا لمتابعة قضيتها وحتى آخر يوم من حياته، لقد نظر إليها على أنها قضية دينية لا قضية رجل وامرأة. رحم الله شيخنا الجليل وادخله فسيح جناته . قالوا عنه انه نصير المرأه ، وانه فقيه الدعاه وشيخ المفكرين ، وانه من الرجال الذين حرروا المرأه من قيود ابى جهل ، طبيب الامه ، ومسك الختام ، امير الدعوه الاسلاميه ، ابن الاسلام، و أطلق الإمام حسن البنا على الشيخ الغزالي لقب ” أديب الدعوة ”.



المصادر:- موقع فضيلة الشيخ محمد الغزالى على شبكة الانترنت
- اسلام اون لاين

3 comments:

انحلت سيور العربه وسقط المهر من الاعياء said...

الاستاذه العزيزه حنين

الشيخ محمد الغزالى قامه فكريه لم تاخذ افكارها واطروحاتها الحيز المفروض ان تاخذه فهو بحق مدرسه تجديديه تصحيحيه لمسار العقل والفكر الاسلامى وبالفعل احد اهم مساراته الفكريه المهمه والظاهره كان المراه وتصحيح العديد من المعتقدات الخاطئه التى الصقت بها او الصقها بها الوهابيون من جهه او دعوات التحلل والغلو العلمانى على الجبهه الاخرى فاضحت المراه ضحيه لتيارين نكدين
الوهابيه
وغلاة العلمانيه
وكان الشيخ الغزالى هو تلك البوصله التى حدد ت الاتجاه الصحيح للمراه بل للدين باسره
فصار وسطا
بين رذلتين
الوهابيه
والعلمانيه
رحمه الله

اطلاله جيده تحتاج الى المزيد من البحث حول جزئيات انصافه للمراه او بالاحرى ايضاح طبيعة نظرة الدين الاسلامى للمراه
تحياتى

Hoda said...

استاذى الفاضل /محمد

الشيخ الغزالى والشيخ محمد متولى الشعراوى بمثابة الشموع التى اضاءت لنا الطريق لنكتشف حلاوة ووسطية وعدالة ديننا الحنيف .. عندك حق يا استاذى كان لابد لى الاطاله وتوضيح والقاء الضوء على نظرة الدين الاسلامى وانصافه للمرأه ووعد منى انه ما سوف اتطرق له مستقبلا انا بعتبر المقال دا كتعريف للناس بالشيخ الغزالى اعتقد ان فى ناس كتير ما تعرفهوش فجايز الاطلاله دى زى ما تفضلت واطلقت عليها هذا الاسم تكون نبذه عن من هو الشيخ محمد الغزالى لكن انا انتظر منك ولازلت لا ايأس من الانتظار كى ارى حرفية الاداء واستمتع بأحدى مقالاتك اللوذعيه عن حقوق المرأه فى الاسلام فما زلنا تلاميذك ونتعلم منك كل ما هو مفيد وجديد اعزك الله وراعاك يا صديقى العزيز . شكراً لاهتمامك وثناءك فوجودك فى مدونتى يعنى لى الكثير
دمت بكل ود

Unknown said...

ربي الحق ...ثنكيوووووو ...مقال رئع ارتحت كوني مسلمه